أمنا رويحة الجنة
يقف المسلسل بين ما هو كائن وما يجب ان يكون ويتخذ منعطفا نفسيا اجتماعيا شائكا ضمن متتالية تصاعدية خلال ثلاثين حلقه ..يبدأ العمل في سنة 1983 حيث نرى يوما دراميا كاملا لفطومة مع ابنائها السبعة الذي يكون اكبرهم في الثانية عشر من عمره واصغرهم عمرها سنة ويختزل لنا هذا اليوم كونها اما مثالية قوية فيما يمس اطفالها الذين نذرت نفسها لخدمتهم وتفانت في رعايتهم في سياق أمومي حميم جدا ، تنام فاطمة بين ابنائها الذين اعتادوا النوم حولها في السرير مثل كل ليلة ..وتصحوا فإذا هي في سنة 2014.. تبحث عن اطفالها لا تجدهم تتفاجأ بالغرفة الجديدة والبيت الفاخر والخدم والحشم غير مستنتجه بأن ثلاثين سنه مرت عليها الى ان ترى انعكاسها في المرآة فتصاب بالذعر تذهب الى الطبيب الذي يخبرها بأنها اصيبت في جلطة في الرأس تسببت في مسح ثلاثين سنة من ذاكرتها ما بين 1983 و2014 وندخل في توليفة من الكوميديا السوداء والدراما المتطرفة جدا تمشيا مع الحالة تلك ..
تكتشف فاطمة - عن طريق نورية صديقتها - بأنها خلال الثلاثين سنة التي مرت تزوجت رجلا غنيا وبأنه خيرها بين ماله وأولادها فاختارت المال حيث تركت ابناءها مع طليقها الذي تغيرت حياته وحاول تربيتهم وبأنها على جفاء وقطيعة معهم.
يجن جنونها فهي الآن تحمل قلب ومشاعر وذكريات الام البسيطة التي عاشت في الثمانينات من أجل اطفالها ناسية كل ما فعلت وراغبة في اعادتهم تحت جناحها ولم شملهم راغبة بأن يحاسبوها على ما تعرف لا على ما يعرفون ونتفاجأ بأن الاطفال كبروا وكل منهم يمر في منعطف حياتي خطير فهناك
المسلسل يقف عند مفارقات انسانية من الكوميديا السوداء تختزل لنا مشاعر انسانه خارجة من بوابة الثمانينات ومتفاجأة بالتغييرات الغريبة التي طرأت على المجتمع والظواهر الاجتماعية المتناقضة التي استأثرت بالذوق العام ضمن توليفة من الكوميديا السوداء . لذا فإن العمل يتحرك في مساحتين بالتوازي فطومة ومحاولاتها التكيف مع الوضع العام واحتواء الابناء ، البيوت الزوجية التي تدور فيها احداث في خطوط غير متقاطعة كل على حده
ويلاحظ بأن الابناء يسكنون في بيت واحد ولكنهم غير مترابطين بسبب غياب الأم عن حياتهم مما جعلهم عوالم مغلقة على نفسها وجيران سكن لا أكثر فلما تعود لحياتهم وتدخل بعد محاولات كثيرة تذيب الجليد وتجمعهم مرة أخرى .